سرطان البروستاتا هو نوع شائع من أنواع الأورام السرطانية عند الرجال لكنه يكون قابل للعلاج والشفاء والتعافي منه بنسبة كبيرة. ينشأ سرطان البروستاتا داخل غدة البروستاتا والتي تقع ما بين المثانة والعضو الذكري.
وظائف غدة البروستاتا
- انتاج السائل الذي يعمل على تغذية ونقل الحيوانات المنوية.
- إفراز مستضد البروستاتا المحدد وهو عبارة عن بروتين يساعد في الحفاظ على السائل المنوي في الحالة السائلة.
- تساعد في التحكم في عملية التبول.
- نحو ما يقرب من شخص واحد من بين كل تسعة أشخاص من الذكور سوف يتم تشخيصهم بسرطان البروستاتا في مرحلة ما من عمرهم. لكن مع ذلك فقط شخص واحد من بين كل واحد وأربعين شخصا سوف يموت كنتيجة لإصابته بسرطان البروستاتا.
- تنخفض نسبة الوفيات من سرطان البروستاتا نظرا لفاعلية وجدوى العلاج بشكل كبير وخاصة في المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا.
- الفحوصات الدورية المنتظمة تمكن الأطباء من اكتشاف حالات سرطان البروستاتا قبل أن ينتشر الورم السرطاني الى أعضاء أخرى من جسم المريض.
مراحل سرطان البروستاتا
معرفة مرحلة سرطان البروستاتا يمكن أن يساعد الشخص المصاب في تفهم ما يمكن توقعه وسوف يعلمه بالقرارات الخاصة بالعلاج. مراحل سرطان البروستاتا تنقسم الى المراحل التالية:
- المرحلة الصفرية: حيث توجد خلايا ما قبل السرطانية ولكنها تؤثر على وتتواجد في منطقة صغيرة ومحدودة للغاية كما أنها تكون بطيئة النمو.
- المرحلة الأولى: تكون الأورام السرطانية موجودة فقط في داخل غدة البروستاتا. العلاج بشكل فعال وناجح يكون متاحا وممكنا في هذه المرحلة.
- المرحلة الثانية والثالثة: في هذه المراحل يكون سرطان البروستاتا قد انتشر الى الأنسجة المحيطة والمجاورة فقط.
- المرحلة الرابعة: في هذه المرحلة يكون سرطان البروستاتا قد انتشر الى أجزاء أخرى من جسم المريض مثل الرئتين أو العظام.
أعراض سرطان البروستاتا
غالبا ما لا يكون هناك أية أعراض في المراحل المبكرة من سرطان البروستاتا لكن الفحوصات يمكنها الكشف عن بعض التغيرات التي يمكن أن تشير الى وجود الأورام السرطانية في البروستاتا.
الفحوصات تشمل التحليل الذي يقيس مستوى مستضد البروستاتا المحدد في الدم. المستويات المرتفعة من مستضد البروستاتا المحدد في الدم ترجح احتمالية وجود أورام سرطانية في البروستاتا.
الرجال الذين قد يعانون من بعض الأعراض قد يتعرضون لبعض أو كل الآتي:
- وجود صعوبة في بدء أو استمرار عملية التبول.
- تكرار الرغبة بشكل زائد عن الطبيعي في عملية التبول وخاصة أثناء فترة الليل.
- وجود دم في البول أو السائل المنوي.
- وجود ألم أثناء عملية التبول.
- في بعض الحالات وجود ألم أثناء عملية القذف.
- وجود صعوبة في حدوث الانتصاب أو المحافظة على استمراره.
- ألم أو ضيق أثناء الجلوس وذلك في حالة تضخم غدة البروستاتا.
الأعراض المتقدمة لسرطان البروستاتا
أعراض سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة يمكن أن تشمل كل أو بعض الآتي:
- كسور في العظام أو ألام في العظام وخاصة في منطقة الوركين أو الفخذين أو الكتفين.
- الاستسقاء أو التورم في الساقين أو القدمين.
- فقدان في الوزن.
- التعب والإجهاد.
- التغيرات في عادات إخراج البراز.
- الإحساس بألم في الظهر.
أسباب سرطان البروستاتا
يحدث سرطان البروستاتا عندما تحدث بعض التغيرات المحددة وعادة في الخلايا الغدية.
في البداية تكون التغيرات بطيئة ولن تكون الخلايا سرطانية. لكن مع ذلك يمكن أن تصبح هذه الخلايا سرطانية مع مرور الوقت. الخلايا السرطانية يمكن أن تكون مرتفعة أو منخفضة الدرجة.
الخلايا مرتفعة الدرجة تكون أكثر عرضة للنمو والانتشار بينما تكون الخلايا منخفضة الدرجة لا تكون عرضة للنمو ولا تكون أحد أسباب الاهتمام أو الأخذ في الاعتبار.
العوامل المساعدة على الإصابة بسرطان البروستاتا
- الأطباء لا يعرفون تحديدا وبشكل دقيق لماذا يصاب الشخص بسرطان البروستاتا لكن هناك مجموعة من العوامل التي قد تساعد في كون الشخص أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا ومنها:
- السن: فرص الإصابة تزيد بسرطان البروستاتا بعد تخطي عمر الخمسين عاما لكنه نادر الحدوث قبل عمر الخامسة والأربعين.
- العرق أو السلالة: يكون هناك فرص أكبر للإصابة بسرطان البروستاتا عند بعض السلالات بينما تقل هذه الفرص عند بعض السلالات الأخرى.
- التاريخ العائلي مع المرض: في حالة وجود أقارب من الدرجة الأولى لهم تاريخ مرضي مع سرطان البروستاتا تزيد حينها فرص الإصابة بسرطان البروستاتا عند هذا الشخص.
- العوامل الجينية: بعض الخصائص الموروثة قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان البروستاتا مثل التغير في الجينات BRCA1 & BRCA2. الطفرات الجينية في هذه الجينات تؤدي الى زيادة فرص الإصابة بسرطان الثدي عند السيدات أيضا. الرجال الذين يولدون بمتلازمة لينش تزيد أيضا فرص إصابتهم بسرطان البروستاتا.
بعض العوامل المساعدة الأخرى
هناك بعض الأدلة التي ترجح أن هناك بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورا في الإصابة بسرطان البروستاتا لكن العلماء لازالوا بحاجة لمزيد من الأدلة لتأكيد ذلك ومن هذه العوامل:
- النظام الغذائي المتبع.
- الزيادة المفرطة في الوزن (السمنة).
- التدخين.
- التعرض لبعض الأنواع من المواد الكيميائية.
- التهاب البروستاتا.
- بعض أنواع العدوى التي تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية.
- عملية قطع القناة الدافقة.
تشخيص سرطان البروستاتا
في حالة معاناة الشخص من بعض الأعراض التي قد تشير الى الإصابة بسرطان البروستاتا عادة ما سوف يقوم الطبيب المعالج بالآتي:
- السؤال عن الأعراض.
- السؤال عن التاريخ المرضي والشخصي.
- تحليل الدم لقياس مستوى بروتين مستضد البروستاتا المحدد في الدم.
- القيام بتحليل للبول للبحث عن بعض العلامات الحيوية.
- القيام بفحص جسماني والذي قد يشمل الفحص الرقمي من خلال المستقيم.
أثناء الفحص الرقمي من خلال المستقيم يقوم الطبيب يدويا بتحسس البروستاتا للكشف عن أشياء غير طبيعية في البروستاتا باستخدام الأصابع.
بعض الفحوصات اللاحقة لتأكيد التشخيص
في حالة اشتباه الطبيب في إصابة المريض بسرطان البروستاتا قد يقوم بطلب بعض الفحوصات الأخرى والتي قد تشمل:
- تحليل PCA3: في هذا التحليل يتم الكشف عن وجود هذا الجين في البول.
- الموجات الفوق الصوتية عبر المستقيم والتي يتم فيها إدخال مجس ذو كاميرا للتصوير الى داخل المستقيم.
- أخذ عينة للتحليل: يقوم الطبيب بأخذ عينة من أنسجة البروستاتا لتحليلها تحت الميكروسكوب للكشف عن وجود الخلايا السرطانية في أنسجة غدة البروستاتا.
- أخذ عينة من أنسجة غدة البروستاتا هو الفحص الذي يمكنه فقط تأكيد وجود الخلايا السرطانية في غدة البروستاتا وأيضا نوع هذه الخلايا السرطانية.
- الشخص الذي يكون بحاجة الى مراقبة الحالة باستمرار أكثر من حاجته للعلاج قد يطلب منه إجراء بعض أنواع الأشعة بشكل دوري منتظم مثل أشعة الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
علاج سرطان البروستاتا
العلاج سوف يعتمد على المرحلة التي يوجد فيها سرطان البروستاتا بالإضافة لعدة عوامل أخرى.
سوف يتم هنا في هذه الفقرة سرد بعض خيارات العلاج المتاحة لكل مرحلة من مراحل سرطان البروستاتا بالإضافة لبعض الأساليب الجديدة ومدى علاقة العلاجات بالخصوبة.
علاج سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة
في حالة كون سرطان البروستاتا صغير في حجمه وانحصاره في منطقة صغيرة داخل غدة البروستاتا الطبيب المعالج يمكن أن ينصح بأحد الخيارات التالية:
المراقبة اليقظة
- قد يقوم الطبيب المعالج بقياس مستوى مستضد البروستاتا الحميد بشكل دوري منتظم لكن دون اتخاذ أي إجراء فوري.
- سرطان البروستاتا ينمو ببطء ومخاطر الآثار الجانبية قد تتغلب على الحاجة للعلاج الفوري.
التدخل الجراحي
قد يقوم الجراح المعالج بإجراء عملية استئصال غدة البروستاتا. حيث يمكن في هذه العملية استئصال جزء أو كل غدة البروستاتا إما عن طريق عملية جراحية مفتوحة أو عن طريق المنظار.
العلاج الإشعاعي
خيارات العلاج الإشعاعي تتضمن:
- العلاج الإشعاعي الموضعي: يقوم الطبيب المعالج في هذا النوع من العلاج الإشعاعي بزرع حبوب مشعة في داخل غدة البروستاتا للحصول على علاج إشعاعي محدد الهدف.
- العلاج الإشعاعي الامتثالي الموجه: هذا الأسلوب في العلاج يستهدف منطقة محددة بعينها ويقلل خطر تلف الأنسجة الصحية للحد الأدنى.
- العلاج الإشعاعي متغير الشدة: يتم في هذا الأسلوب من العلاج استخدام حزم من الأشعة متغيرة الشدة.
العلاج سوف يعتمد على عدة عوامل مختلفة. سوف يقوم الطبيب بمناقشة واختيار طريقة العلاج الأفضل لكل حالة.
علاج سرطان البروستاتا في المراحل المتقدمة
مع نمو سرطان البروستاتا يمكن أن ينتشر خلال جسم المريض. في حالة انتشاره أو في حالة عودته بعد العلاج سوف تتغير حينها خيارات العلاج المتاحة.
خيارات العلاج حينها يمكن أن تشمل:
- العلاج الكيماوي: يمكنه قتل الخلايا السرطانية داخل جسم المريض لكنه يمكن أن يكون سببا في حدوث بعض الآثار الجانبية العكسية.
- العلاج الهرموني: منع أو تقليل بعض أنواع الهرمونات الذكورية يبدو وأنه ذو دور في توقيف أو ابطاء عملية نمو الخلايا السرطانية. أحد الخيارات لذلك هو القيام بعملية جراحية لاستئصال الخصيتين وهي التي تنتج الجزء الأكبر من هذه الهرمونات الذكورية كما أن بعض الأنواع المختلفة من الأدوية يمكن أن يساعد في ذلك.
- معظم الأطباء لا ينصحون بالتدخل الجراحي لعلاج سرطان البروستاتا في المراحل المتقدمة منه حيث أنه لا يمكن حينها علاج السرطان الذي انتشر الى أماكن أخرى في جسم المريض. لكن مع ذلك هناك بعض الأطباء يرجحون أن هذا الخيار قد يكون نافعا ومجديا في بعض الحالات.
- العلاجات الحديثة بعض التقنيات العلاجية الحديثة تهدف الى علاج سرطان البروستاتا بدون حدوث أية أثار جانبية قد تحدثها بعض خيارات العلاج الأخرى ومن هذه الخيارات:
- العلاج بالتجميد.
- الموجات الفوق صوتية المركزة عالية الشدة.
بعد التدخل الجراحي سوف يستمر الطبيب المعالج في مراقبة مستوى بروتين مستضد البروستاتا المحدد في الدم.
آثار سرطان البروستاتا على الخصوبة عند الرجال
تلعب غدة البروستاتا دورا في عملية التكاثر الجنسي. سرطان البروستاتا والعديد من خيارات العلاج الخاصة به يكون لها تأثير على الخصوبة عند الرجال بعدة أشكال وطرق.
على سبيل المثال في حالة قيام المريض بإجراء عملية جراحية لاستئصال إما الخصيتين أو غدة البروستاتا سوف يكون لهذه العملية تأثير على انتاج السائل المنوي وبالتالي سيكون لها تأثير على الخصوبة.
أيضا العلاج الإشعاعي يمكن أن يكون له تأثير على أنسجة البروستاتا وتدمير الحيوانات المنوية وتقليل كمية السائل المنوي اللازمة لنقلها.
العلاج الهرموني أيضا يمكن أن يكون له تأثير على الخصوبة.
لكن مع ذلك هناك بعض الخيارات للحفاظ على تلك الوظائف المتعلقة بالخصوبة ومنها:
- وضع الحيوانات المنوية في بنك خاص بها قبل إجراء العملية الجراحية.
- استخلاص الحيوانات المنوية بشكل مباشر من الخصيتين من أجل القيام بعملية التلقيح الصناعي.
لكن مع ذلك لا توجد هناك ضمانة لبقاء الخصوبة في كامل قوتها بعد علاج سرطان البروستاتا. أي شخص يخطط أو يرغب في الإنجاب عليه مناقشة كل الخيارات المحتملة والمتعلقة بالتأثير على الخصوبة بعد خطة العلاج الموصوفة من الطبيب المعالج.
ما هي التوقعات لحالات الإصابة بسرطان البروستاتا
الذكور المصابون بسرطان البروستاتا في مراحله المبكرة لديهم فرص جيدة للغاية في العلاج الفعال والناجح والبقاء على قيد الحياة.
طبقا للعديد من الدراسات والاحصائيات فإن النسب في البقاء على قيد الحياة بعد تشخيص الحالة بأنها سرطان البروستاتا هي كالآتي:
- في حالة سرطان البروستاتا المحدود أو الإقليمي تقريبا نحو 100% من المرضى سوف يبقون على قيد الحياة لنحو خمس سنوات على الأقل.
- في حالة سرطان البروستاتا المنتشر نحو30% سيبقون على قيد الحياة على الأقل لنحو خمس سنوات إضافية في حال انتشار السرطان الى أجزاء أخرى في الجسم.
- مع العلاج يكون معدل البقاء بشكل عام على قيد الحياة لنحو خمس سنوات إضافية لمرضى سرطان البروستاتا نحو 98%. لكن مع ذلك هناك أشخاص قد يعيشون لفترات زمنية أطول من ذلك.
الوسيلة الأفضل للكشف عن سرطان البروستاتا في المراحل المبكرة منه هي المواظبة على إجراء الفحوصات الدورية بشكل منتظم.